وقت الرحيل .. قد حان
نظرة للخلف ..
قد لا تشفي غليل ..
نظرة للأمام ..
أكثر قربًا للاكتئاب .. منها للأمل .
لا أريد أن أعرف ماذا حصل ..
مع ميَ ..
مع عثمان .
مع أمي ..
مع أبي .
لا أريد أن أعرف عن أوس أي شيء ..
أرغب أن أكون إنسانًا آخر
ربما في أرض أخرى .. ربما في عمرٍ آخر ..
قطع حبل أفكاري
" أووووس "
كان هو هناك يلوَح ..
بكتابٍ بيده .. كان في الانتظار .. كما يكون دومًا .. صديق عمري
أسمر , مملوح , شعره أسود قاتم , نظراته حادَة . ابتسامته جميلة .
يسرق الجو .. تمامًا كما قد تسرقه ميَ .
ربما يتناصفانه ..
ربما .. يتنافسان عليه
أكملت طريقي ..
وأنا أرفع رأسي .. خوفًا من أن تسقط دمعة ..
أو يجرح ما تبقَى من كبريائي أكثر .. حين تلمع عيني وتكشف نظراتها ما اختبأ في قلبي .
وصل ..
أخذت خطواته بالتباطؤ ..
لفَ يده حول كتفيَ ..
- ولا تتصل تقول متى بترد ولا شي ..
- إشدراك ان موعد وصولي اليوم ؟
بنفور .. :
- وإلا ست الحسن قايلتلك ؟ لا يكون وصولها اليوم وانت بتستقبلها ؟
ضحك بشدة .. حتى رغبت في ضربه تلك اللحظة ..
كلما أراد التكلم ..كانت شهقات ضحكاته أعلى ,
وكلما أزددت غضبًا .. ازداد ضحكه ..
نجا من نوبة الضحك وباح :
انا مو قلتلك هالبنيه ما تستاهلك .. ورب الكعبة لاعلمَها انك نادر .. وما تلقى مثلك !
12
لست كاملاً أبدًا ..
انا كتوم .. انطوائي .. حزين
لا يستطيع أي شخص أن يتقبلني ..
هم ندرة .. وأقلية ..
لأنني .. لست من المريخ ..
أنا رجل .. غريب عن كل البقاع !
ليس ذكيًا جدًا من لم يعش حياتي .. أو يقع في الحب
هو فقط محظوظ .. أن لا يكون .. أنا .
أكبر مخاوفي .. أن أكو على سجيَتي .. وحين أكون , فأنا قد هويت لا محالة !
وحين يرحل القادمون ..
أندم على تعوَدي ..
حالة جديدة ظهرت منذ أسابيع ..
إنني لا أتذكر !
أغلب الأشياء أبدأ في نسيانها تلقائيًا فور حدوثها .
إنه أمرٌ مخيف .. مخيف حقًا !
كل ما أعرفه الآن .. أن قضية الطلاق ..
هي الموجعة .. المرعبة .. المخيفة .. حالة الطلاق اللاودَي .
التي تقطعنا من كل جذرٍ ثابت في حياتنا .
13
حصـة .. بهيَة المحيَا .. صعبة المنال .. جميلة ..
تستحي من المرآة حين تنظر لها , هي على النقيض تمامًا من ميَ .
هامها .. وبها .. ولها .. عثمان .. منذ زمن !
وهُما في حالة سكر شديد من العشق .
هي ابنة عمه ..
أعرفها .. في طفولتنا ..
هي الآن فتيَة .. اعتقدها جميلة كما كانت ..
يسع قلبها الصغير لهذا العالم .. وتسعد في مرافقتها ..
يريد أيًا كان أن لا يشيح بنظره عنها .
معدنها أصيل .. كلما حكى عثمان عن أصالتها .
دعوت أن تبقى هكذا ..
لا يغيَرها عثمان , ولا يجرحها !
بقيت على تلك الحال .. ابنة عمه .. حبيبته .. سره العميق .
ولكنني ..
لم اسأله .. أو أسأل مي .. أو أسأل قلبي ماذا يريد .
لأنني كنت أريد أن أبتعد ..
14
تصلني رسائل مختومة باسمها ..
تشكو لي ماذا وقع عليها من فراق عثمان .. وصدَي عنها وهي في هذه الضائقة ..
أرسلت تقول :
" أوس .. إن الليالي أصبحت أكثر طولاً وعتمة .. وإني لأحتاج لبقائك معي .. أتذكر حين كنت تتحدث عن الحزن .. كيف أنه يعيش كلما رفضته .. أو بحثت عن السعادة ! ..
كلما وثقت .. وأتى الخذلان كنتيجة ..
كيف يدل الطريق إلى قلبك , يهز كيانك ..
ويتركك في بداية الصباح ..
تصارع دموعك قبل أن تحتل كامل وسادتك .. لا تذر لأحلامك شيئًا ؟
إنني وجدته أشد بطشًا .. وأقسم لك بربي أن الحزن هو مثله الذي .. كان بقلبك !
ميَ "
يتبع ,,
نظرة للخلف ..
قد لا تشفي غليل ..
نظرة للأمام ..
أكثر قربًا للاكتئاب .. منها للأمل .
لا أريد أن أعرف ماذا حصل ..
مع ميَ ..
مع عثمان .
مع أمي ..
مع أبي .
لا أريد أن أعرف عن أوس أي شيء ..
أرغب أن أكون إنسانًا آخر
ربما في أرض أخرى .. ربما في عمرٍ آخر ..
قطع حبل أفكاري
" أووووس "
كان هو هناك يلوَح ..
بكتابٍ بيده .. كان في الانتظار .. كما يكون دومًا .. صديق عمري
أسمر , مملوح , شعره أسود قاتم , نظراته حادَة . ابتسامته جميلة .
يسرق الجو .. تمامًا كما قد تسرقه ميَ .
ربما يتناصفانه ..
ربما .. يتنافسان عليه
أكملت طريقي ..
وأنا أرفع رأسي .. خوفًا من أن تسقط دمعة ..
أو يجرح ما تبقَى من كبريائي أكثر .. حين تلمع عيني وتكشف نظراتها ما اختبأ في قلبي .
وصل ..
أخذت خطواته بالتباطؤ ..
لفَ يده حول كتفيَ ..
- ولا تتصل تقول متى بترد ولا شي ..
- إشدراك ان موعد وصولي اليوم ؟
بنفور .. :
- وإلا ست الحسن قايلتلك ؟ لا يكون وصولها اليوم وانت بتستقبلها ؟
ضحك بشدة .. حتى رغبت في ضربه تلك اللحظة ..
كلما أراد التكلم ..كانت شهقات ضحكاته أعلى ,
وكلما أزددت غضبًا .. ازداد ضحكه ..
نجا من نوبة الضحك وباح :
انا مو قلتلك هالبنيه ما تستاهلك .. ورب الكعبة لاعلمَها انك نادر .. وما تلقى مثلك !
12
لست كاملاً أبدًا ..
انا كتوم .. انطوائي .. حزين
لا يستطيع أي شخص أن يتقبلني ..
هم ندرة .. وأقلية ..
لأنني .. لست من المريخ ..
أنا رجل .. غريب عن كل البقاع !
ليس ذكيًا جدًا من لم يعش حياتي .. أو يقع في الحب
هو فقط محظوظ .. أن لا يكون .. أنا .
أكبر مخاوفي .. أن أكو على سجيَتي .. وحين أكون , فأنا قد هويت لا محالة !
وحين يرحل القادمون ..
أندم على تعوَدي ..
حالة جديدة ظهرت منذ أسابيع ..
إنني لا أتذكر !
أغلب الأشياء أبدأ في نسيانها تلقائيًا فور حدوثها .
إنه أمرٌ مخيف .. مخيف حقًا !
كل ما أعرفه الآن .. أن قضية الطلاق ..
هي الموجعة .. المرعبة .. المخيفة .. حالة الطلاق اللاودَي .
التي تقطعنا من كل جذرٍ ثابت في حياتنا .
13
حصـة .. بهيَة المحيَا .. صعبة المنال .. جميلة ..
تستحي من المرآة حين تنظر لها , هي على النقيض تمامًا من ميَ .
هامها .. وبها .. ولها .. عثمان .. منذ زمن !
وهُما في حالة سكر شديد من العشق .
هي ابنة عمه ..
أعرفها .. في طفولتنا ..
هي الآن فتيَة .. اعتقدها جميلة كما كانت ..
يسع قلبها الصغير لهذا العالم .. وتسعد في مرافقتها ..
يريد أيًا كان أن لا يشيح بنظره عنها .
معدنها أصيل .. كلما حكى عثمان عن أصالتها .
دعوت أن تبقى هكذا ..
لا يغيَرها عثمان , ولا يجرحها !
بقيت على تلك الحال .. ابنة عمه .. حبيبته .. سره العميق .
ولكنني ..
لم اسأله .. أو أسأل مي .. أو أسأل قلبي ماذا يريد .
لأنني كنت أريد أن أبتعد ..
14
تصلني رسائل مختومة باسمها ..
تشكو لي ماذا وقع عليها من فراق عثمان .. وصدَي عنها وهي في هذه الضائقة ..
أرسلت تقول :
" أوس .. إن الليالي أصبحت أكثر طولاً وعتمة .. وإني لأحتاج لبقائك معي .. أتذكر حين كنت تتحدث عن الحزن .. كيف أنه يعيش كلما رفضته .. أو بحثت عن السعادة ! ..
كلما وثقت .. وأتى الخذلان كنتيجة ..
كيف يدل الطريق إلى قلبك , يهز كيانك ..
ويتركك في بداية الصباح ..
تصارع دموعك قبل أن تحتل كامل وسادتك .. لا تذر لأحلامك شيئًا ؟
إنني وجدته أشد بطشًا .. وأقسم لك بربي أن الحزن هو مثله الذي .. كان بقلبك !
ميَ "
يتبع ,,