الجزء الاول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
لم يكن ذلك الذي ترك تأثيرًا في نفسي .. بعد عدة اسابيع أرسلت :
" إنني لقنوعة بما يحصل بي .. ما رأيت أكثر من الحب وجعًا .. ولو كان بيدي لكان قد حُلَ وثاق قلبي منذ مدة . ربما كنت أراني فوق هذا الحب وها أنا الآن فردٌ من شعبه , لم أشكو لك .. لأنني تعوَدت ذلك بل لأنني لا زلت أصدق بأنك لا تشبه البقية ..
انت الذي جعلتني أؤمن بكل ما تقوله .. ولازلت مؤمنة بأنك كما سبق وطمأنتني " لا تخافي من الذي يهوى البحر والمطر والفجر .. إنه لن يرحل وأنت بحاجته " .. احتاجك "
وكما كنت أقول لها .. لن أرحل .. كنت أريد أن أرحل .. صعب أن تبقى لأنك لا رغبة لك في البقاء .
تسددت كل النوافذ في وجهها .. وها هي تدل طريقها مرة أخرى لي . رغم انطفاءها وتغير حالها اقنعت نفسي بأن مي الجديدة أفضل .. مي الجديدة إنسانة .. مي الجديدة لم تنس أي حرف نطقت به كانت تقتبس دومًا أحاديثي .. وها هي تصبح أوس آخر .. انعكاسًا لصورتي .. ولدمعي .
مشيت لها وكان الطريق طويلاً مُزعجًا في هدوئه ! أعطيت قلبي مهلة ليتدبر أمره قبل أن ينصاع وأقسمت له أنني سأكون أقسى من أي شخص آخر عليه .. وبين تهديداتي , كانت تتنزل من العين دمعة تتوسَد القميص وتعزَي قلبي .
كنت هنا في المطعم انتظر طلة حبيبتي .. انتظر قدوم النادل .. انتظر الفاتورة لأرحل . أردتها أن تكون الأمسية هكذا سريعة , لا عتاب لا ملام لا لهو . وحصلت دون الجزء المتعلق بكونها سريعة !
قدمت مي بخطى سريعة .. وهي تنظر للأسفل .. حسبتها تتَوسل قدمها أن لا تدوس قلبي .. أو حسبتها تعدَ عدد سقطاتها من عيني .
قصَت شعرها .. حسبتها أحسَت بالذنب من العيون التي فتنتها .. حسبتها عرفت أنني أحبه كما كان !
رفعت رأسها .. فكشفت على الملأ فشل حساباتي .. وأطلَت بنظرية أخرى ! كانت تبكي وتتسابق مع الدمع قبل أن يسقط . سارت بسرعة .. وشعرها لا أعلم ما خطبه ! باحت :
- كنت أفكر طول الوقت أنزل والا لا
- حياج الله
- أوس إذا مشغول تقدر تمشي ..
- انتي تبيني أبقى ؟
- كيفك !
- ليش تكابرين ؟
- لأني أكبر من هالقصص
- هه ! وشفتيني صغير لما حبيتج ؟
- يمكن ..
قطع النادل حديثها قبل أن تعصف .. تستسعف كبرياؤها وقساوتها .
قطع النادل حديثي قبل أن أعصف .. وأهدَ المعركة التي خططت لها منذ البداية وأترك موقعي تحت صدمة العدو .
وأكملت :
- سمعت عن عثمان ؟
- انتي أدرى
- بغيت اسألك هو صج بيتزوج ؟
- انتي أدرى
- بنت عمه صح ؟! ابتسمت وارتكت للخلف .. بتقول انتي أدرى . يمكن أنا أدرى ! ويمكن عرسه عقب ثلاث أسابيع .
- يمكن .. ميَ , تتوقعين شكثر أحبج ؟
- كثر ما تحب المطر .. يمكن أكثر !
- لا .. كل اللي صار انا كنت وحيد . بس مستحيييل أحب انسانة مثلج ! أنا آسف إذا سببتلج أي إرباك
وتركتها في يدها قرطاسة السكر .. تنظر لمكاني .. حدقة عينها ثابتة ويدها ترتعش .
وكل ما في المطعم .. كان يسحب قدمي للوراء .. وكان ينادي ويبتهل !
وكنت أتمنى .. لو لي عين في رأسي .. لكي أرى فستان ميَ !!!
13
أوشكت على الانتهاء .. زررت الدشداشة نسفت الشماغ .. التفتَ على عثمان :
- ها معرسنا زاهب ؟
- أوس قبل ما ندخل بغيت أقولك شي .. خالد ممكن تتركنا بروحنا دقايق ؟
- عثمان الله يهداك احنا عند باب القاعة .. ممكن تأجل اللي بتقوله
- لا هذا الشي ما يتأجل ! , ترى انا يوم سويت اللي سويته والله بس عشانك بغيتك تعرف معدن البنية وإلا أنا شأبي فيها عندي حصة اللي تسوى مي وأهلها ! ..
- احنا اخوان .. امش يالله بس نوصلك لأم العيال
- ههههههههه وأخيرًا عمي وافق أتزوجها ! والله مو مصدَق ان شاء الله ازفك معرس لوحدة مثل حصة
فُتح باب القاعة .. كل أنظار النساء تتجه إلى عثمان .. وكل نظري يبحث في القاعة عنها .
ضربة خفيفة على كفَي .
- أوس نزَل عيونك
- عثمان .. مي موجودة
- لا .. هذا اللي ناقص !
- عثمان مو قاعد اسألك .. قاعد أقولك ميَ موجودة
همسات ونحن ننظر للأمام .. فجأة توقَف .. شهقت الصدور كلها !
نظر إليها .. وأمسكت بشدَة يده :
- خلها لا تخرب عرسك بإيدك .. هذا يومك وما تستاهل حصة تجرحها باللي صار
أكمل .. ونظرت إلي وابتسمت .
جلس على الكوشة .. وأغنية لأهل المعرس .. كلٌ يجلس في مكانه .. وأنا خرجت ..
بعد ذلك كان هاتفي يرنَ بشدة حتى أحسست أن المتصل سيقفز منه . بإجفال أجبت على الرقم :
- أوس ..
- هلا ميَ
- أمك موجودة بالصالة صح ؟
- شتبين فيها ؟
- طلَعها .. الحين تطلَعها
- ليش ؟ ميَ لا تسوين أي شي تندمين عليه .. مي تسمعيني ؟ .. ألو !
- ....
وأضاءت شاشة الهاتف لانتهاء المكالمة كما رغبت هي .. وتحت أمرها . أيقنت أن هناك كارثةة ربما على وشك الحدوث .. وجاءني ارتياب المؤمن بأن هذه لعبة من العابها لربما تفسد زفاف عثمان .
ولكنني خضعت في النهاية .. لكثرت وساويسي ولمعرفتي بها .. وربما لأنانيتَي المفرطة !
واتصلت على الوالدة أخبرها بأنني في الخارج أمام البوابة ..
أمي تخرج مع أختي .. ركبتا , وقبل أن أسأل عن أخبار العرس سبقتني أمي :
- في وحدة عليها من الله حلا .. وقبلة وتهبَل أول ما شفتها قلت بس هذي باخطبها لأوس ..
الشارع مزدحم .. وحكاوي سارة أختي لا تنتهي .. حسبت أنها قد رأت هذا العرس من قبل .. حفظت كل تفاصيله , مازحتها :
- لو امتحان ما حفظتيه
اثناء حديثنا .. وانتظارنا للمرور بأن يخفَ .. لا زلنا أمام قاعة الأفراح.
صوت إطارات سيارة .. صعدت الرصيف .
عندما التفتَ كانت سيارة ميَ .. وهي متوَترة ومتعرقة . مرَت أمام عيني بسرعة البرق وفي نفس اللحظات .. كان عويل النساء يصل إلى السماء .. التفتَ .. وكان حريقًا في القاعة !
المنظر لا يصدق لهوله .. لم نعرف ماذا نفعل ترجلت من السيارة وحاولت إنقاذ من أستطيع من السيدات اللاتي التصقت فساتينهن بأجسادهن ,وذابت معظم البشرة .
كان المكان مظلم للغاية .. رغم كثرة النيران .
واحترقت العروس .. حصة .
من رآها باسمة .. من رأى عثمان هذه الليلة .. من رأى كل من كان يغنَي عند "دخلة المعرس " .
بدمعة سقطت من عيني .. وضعت يدي على عينيَ سارة وأركبتها السيارة .
وصلنا المنزل في حدود الواحدة والنصف . وكانت سيارة تنتظر .. فيها ميَ تبكي . وبلا شعور انطلقت وطرقت نافذة السيارة بقوَة
- بطلي البااب ... أقووووولج بطلي الباب !!! انتي ما تقوليلي شسويتي ؟
رفعت رأسها وبانكسار أجابت :
- أوس سامحني !
- قولي حق أم حصة وابوها يسامحونج .. قولي حق رفيجاتها اللي ما لهم ذنب بحبج يسامحونج ... قولي حق الأيتام ! عقلج في شي انتي والا داشة غيبوبة هيام بعثمان
- No , I'm very awake but buried in deep love !
خبأتها في مقلة العين التي رأت كل الخبايا أسكنتها صدري . وانتظرت أن تبوح .. وباحت بكل تفاصيل الحكاية لم تنس تفصيل واحد :
- أول ما دشيت الصالة .. حسيت كل هذا كان المفروض يكون لي .. الكوشة .. النفنوف .. الطرحة .. الخاتم اللي باصبعها .. عثمآآن ! ماكنت ناوية أسوي شي .. والله .. بس لمَا شفته شلون يطالعها وتطالعه .
- خلاص انتي الحين حجزي أقرب تذكرة حق لندن .. وانا باكون هناك انتظرج !
14
عند باب المطار كنت أفكر في تلك الحرب الباردة التي تجعل جميع الأطراف في لعبة خفيَة لا يعلمون بوجودها !
لماذا أمكن أن يكون الحب قاسيًا هكذا .. قطار ملتو لا تعلم شيئًا عن محطاته ! لماذا نقحم الجميع والجميع ؟
عندما يكون الحب .. عبارة عن حرب , مالذي يكون جميلاً فيه ؟
تتساقط الضحايا من كل اتجاه ..
لأجل قلبين لا تربطهم بهما علاقة !
- حضرة الضابط .. الجانية موجودة بالمطار .. وراح تسافر لندن اسمها الأول ..ميَ .
- شكرًا والله يعطيك العافية .. بس عفوًا ممكن تقولي منو أنت ؟
- أنا أوس .. شاهد على كل هذه الملحمة !
* النهاية مقتبسة من الواقع ( كارثة عرس الجهراء ) عام 2009
القصة مهداة لجميع أهالي الضحايا .. من ينجو من عذاب الدنيا لن ينجو بالآخرة
بقلم : الهنوف حمد الديحاني
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
لم يكن ذلك الذي ترك تأثيرًا في نفسي .. بعد عدة اسابيع أرسلت :
" إنني لقنوعة بما يحصل بي .. ما رأيت أكثر من الحب وجعًا .. ولو كان بيدي لكان قد حُلَ وثاق قلبي منذ مدة . ربما كنت أراني فوق هذا الحب وها أنا الآن فردٌ من شعبه , لم أشكو لك .. لأنني تعوَدت ذلك بل لأنني لا زلت أصدق بأنك لا تشبه البقية ..
انت الذي جعلتني أؤمن بكل ما تقوله .. ولازلت مؤمنة بأنك كما سبق وطمأنتني " لا تخافي من الذي يهوى البحر والمطر والفجر .. إنه لن يرحل وأنت بحاجته " .. احتاجك "
وكما كنت أقول لها .. لن أرحل .. كنت أريد أن أرحل .. صعب أن تبقى لأنك لا رغبة لك في البقاء .
تسددت كل النوافذ في وجهها .. وها هي تدل طريقها مرة أخرى لي . رغم انطفاءها وتغير حالها اقنعت نفسي بأن مي الجديدة أفضل .. مي الجديدة إنسانة .. مي الجديدة لم تنس أي حرف نطقت به كانت تقتبس دومًا أحاديثي .. وها هي تصبح أوس آخر .. انعكاسًا لصورتي .. ولدمعي .
مشيت لها وكان الطريق طويلاً مُزعجًا في هدوئه ! أعطيت قلبي مهلة ليتدبر أمره قبل أن ينصاع وأقسمت له أنني سأكون أقسى من أي شخص آخر عليه .. وبين تهديداتي , كانت تتنزل من العين دمعة تتوسَد القميص وتعزَي قلبي .
كنت هنا في المطعم انتظر طلة حبيبتي .. انتظر قدوم النادل .. انتظر الفاتورة لأرحل . أردتها أن تكون الأمسية هكذا سريعة , لا عتاب لا ملام لا لهو . وحصلت دون الجزء المتعلق بكونها سريعة !
قدمت مي بخطى سريعة .. وهي تنظر للأسفل .. حسبتها تتَوسل قدمها أن لا تدوس قلبي .. أو حسبتها تعدَ عدد سقطاتها من عيني .
قصَت شعرها .. حسبتها أحسَت بالذنب من العيون التي فتنتها .. حسبتها عرفت أنني أحبه كما كان !
رفعت رأسها .. فكشفت على الملأ فشل حساباتي .. وأطلَت بنظرية أخرى ! كانت تبكي وتتسابق مع الدمع قبل أن يسقط . سارت بسرعة .. وشعرها لا أعلم ما خطبه ! باحت :
- كنت أفكر طول الوقت أنزل والا لا
- حياج الله
- أوس إذا مشغول تقدر تمشي ..
- انتي تبيني أبقى ؟
- كيفك !
- ليش تكابرين ؟
- لأني أكبر من هالقصص
- هه ! وشفتيني صغير لما حبيتج ؟
- يمكن ..
قطع النادل حديثها قبل أن تعصف .. تستسعف كبرياؤها وقساوتها .
قطع النادل حديثي قبل أن أعصف .. وأهدَ المعركة التي خططت لها منذ البداية وأترك موقعي تحت صدمة العدو .
وأكملت :
- سمعت عن عثمان ؟
- انتي أدرى
- بغيت اسألك هو صج بيتزوج ؟
- انتي أدرى
- بنت عمه صح ؟! ابتسمت وارتكت للخلف .. بتقول انتي أدرى . يمكن أنا أدرى ! ويمكن عرسه عقب ثلاث أسابيع .
- يمكن .. ميَ , تتوقعين شكثر أحبج ؟
- كثر ما تحب المطر .. يمكن أكثر !
- لا .. كل اللي صار انا كنت وحيد . بس مستحيييل أحب انسانة مثلج ! أنا آسف إذا سببتلج أي إرباك
وتركتها في يدها قرطاسة السكر .. تنظر لمكاني .. حدقة عينها ثابتة ويدها ترتعش .
وكل ما في المطعم .. كان يسحب قدمي للوراء .. وكان ينادي ويبتهل !
وكنت أتمنى .. لو لي عين في رأسي .. لكي أرى فستان ميَ !!!
13
أوشكت على الانتهاء .. زررت الدشداشة نسفت الشماغ .. التفتَ على عثمان :
- ها معرسنا زاهب ؟
- أوس قبل ما ندخل بغيت أقولك شي .. خالد ممكن تتركنا بروحنا دقايق ؟
- عثمان الله يهداك احنا عند باب القاعة .. ممكن تأجل اللي بتقوله
- لا هذا الشي ما يتأجل ! , ترى انا يوم سويت اللي سويته والله بس عشانك بغيتك تعرف معدن البنية وإلا أنا شأبي فيها عندي حصة اللي تسوى مي وأهلها ! ..
- احنا اخوان .. امش يالله بس نوصلك لأم العيال
- ههههههههه وأخيرًا عمي وافق أتزوجها ! والله مو مصدَق ان شاء الله ازفك معرس لوحدة مثل حصة
فُتح باب القاعة .. كل أنظار النساء تتجه إلى عثمان .. وكل نظري يبحث في القاعة عنها .
ضربة خفيفة على كفَي .
- أوس نزَل عيونك
- عثمان .. مي موجودة
- لا .. هذا اللي ناقص !
- عثمان مو قاعد اسألك .. قاعد أقولك ميَ موجودة
همسات ونحن ننظر للأمام .. فجأة توقَف .. شهقت الصدور كلها !
نظر إليها .. وأمسكت بشدَة يده :
- خلها لا تخرب عرسك بإيدك .. هذا يومك وما تستاهل حصة تجرحها باللي صار
أكمل .. ونظرت إلي وابتسمت .
جلس على الكوشة .. وأغنية لأهل المعرس .. كلٌ يجلس في مكانه .. وأنا خرجت ..
بعد ذلك كان هاتفي يرنَ بشدة حتى أحسست أن المتصل سيقفز منه . بإجفال أجبت على الرقم :
- أوس ..
- هلا ميَ
- أمك موجودة بالصالة صح ؟
- شتبين فيها ؟
- طلَعها .. الحين تطلَعها
- ليش ؟ ميَ لا تسوين أي شي تندمين عليه .. مي تسمعيني ؟ .. ألو !
- ....
وأضاءت شاشة الهاتف لانتهاء المكالمة كما رغبت هي .. وتحت أمرها . أيقنت أن هناك كارثةة ربما على وشك الحدوث .. وجاءني ارتياب المؤمن بأن هذه لعبة من العابها لربما تفسد زفاف عثمان .
ولكنني خضعت في النهاية .. لكثرت وساويسي ولمعرفتي بها .. وربما لأنانيتَي المفرطة !
واتصلت على الوالدة أخبرها بأنني في الخارج أمام البوابة ..
أمي تخرج مع أختي .. ركبتا , وقبل أن أسأل عن أخبار العرس سبقتني أمي :
- في وحدة عليها من الله حلا .. وقبلة وتهبَل أول ما شفتها قلت بس هذي باخطبها لأوس ..
الشارع مزدحم .. وحكاوي سارة أختي لا تنتهي .. حسبت أنها قد رأت هذا العرس من قبل .. حفظت كل تفاصيله , مازحتها :
- لو امتحان ما حفظتيه
اثناء حديثنا .. وانتظارنا للمرور بأن يخفَ .. لا زلنا أمام قاعة الأفراح.
صوت إطارات سيارة .. صعدت الرصيف .
عندما التفتَ كانت سيارة ميَ .. وهي متوَترة ومتعرقة . مرَت أمام عيني بسرعة البرق وفي نفس اللحظات .. كان عويل النساء يصل إلى السماء .. التفتَ .. وكان حريقًا في القاعة !
المنظر لا يصدق لهوله .. لم نعرف ماذا نفعل ترجلت من السيارة وحاولت إنقاذ من أستطيع من السيدات اللاتي التصقت فساتينهن بأجسادهن ,وذابت معظم البشرة .
كان المكان مظلم للغاية .. رغم كثرة النيران .
واحترقت العروس .. حصة .
من رآها باسمة .. من رأى عثمان هذه الليلة .. من رأى كل من كان يغنَي عند "دخلة المعرس " .
بدمعة سقطت من عيني .. وضعت يدي على عينيَ سارة وأركبتها السيارة .
وصلنا المنزل في حدود الواحدة والنصف . وكانت سيارة تنتظر .. فيها ميَ تبكي . وبلا شعور انطلقت وطرقت نافذة السيارة بقوَة
- بطلي البااب ... أقووووولج بطلي الباب !!! انتي ما تقوليلي شسويتي ؟
رفعت رأسها وبانكسار أجابت :
- أوس سامحني !
- قولي حق أم حصة وابوها يسامحونج .. قولي حق رفيجاتها اللي ما لهم ذنب بحبج يسامحونج ... قولي حق الأيتام ! عقلج في شي انتي والا داشة غيبوبة هيام بعثمان
- No , I'm very awake but buried in deep love !
خبأتها في مقلة العين التي رأت كل الخبايا أسكنتها صدري . وانتظرت أن تبوح .. وباحت بكل تفاصيل الحكاية لم تنس تفصيل واحد :
- أول ما دشيت الصالة .. حسيت كل هذا كان المفروض يكون لي .. الكوشة .. النفنوف .. الطرحة .. الخاتم اللي باصبعها .. عثمآآن ! ماكنت ناوية أسوي شي .. والله .. بس لمَا شفته شلون يطالعها وتطالعه .
- خلاص انتي الحين حجزي أقرب تذكرة حق لندن .. وانا باكون هناك انتظرج !
14
عند باب المطار كنت أفكر في تلك الحرب الباردة التي تجعل جميع الأطراف في لعبة خفيَة لا يعلمون بوجودها !
لماذا أمكن أن يكون الحب قاسيًا هكذا .. قطار ملتو لا تعلم شيئًا عن محطاته ! لماذا نقحم الجميع والجميع ؟
عندما يكون الحب .. عبارة عن حرب , مالذي يكون جميلاً فيه ؟
تتساقط الضحايا من كل اتجاه ..
لأجل قلبين لا تربطهم بهما علاقة !
- حضرة الضابط .. الجانية موجودة بالمطار .. وراح تسافر لندن اسمها الأول ..ميَ .
- شكرًا والله يعطيك العافية .. بس عفوًا ممكن تقولي منو أنت ؟
- أنا أوس .. شاهد على كل هذه الملحمة !
* النهاية مقتبسة من الواقع ( كارثة عرس الجهراء ) عام 2009
القصة مهداة لجميع أهالي الضحايا .. من ينجو من عذاب الدنيا لن ينجو بالآخرة
بقلم : الهنوف حمد الديحاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ردحذفرائعه با الهنوف في اسلوبك الذي اعجبني كثيرا في القصه والاحداث الرائعه .. نهايه رائعه جدا .. وغير متوقعه .. طريقة سرد القصه كان رائعا .. من اروع ما قرات واتمنى ان اقرأ روايات اخرى .. بالتوفيق