إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، يونيو 30

جنون التوليب 2

جنون التوليب 1

على الزجاج كان انعكاسها , تسند يمينها على الباب .
- يما أمون , الجو بارد .. لبسي عدل ونزلي . احنا عند الدوَا
-
إذًا , منذ الاسبوع الماضي أصبح كل ما أريده يتحقق 
بدأت أشعر أنه لم يعد هناك متسَع لعنادي أو لبكائي على أتفه الأسباب !
كان بكائي منذ ذلك الوقت على الوجع ..
على ألواني التي اضمحلت  ...لتقنعني أننا كالزهور .. نبهت , و نذبل .. ونتساقط !
ووالداي ..هما أكثر وجعًا مني .

تلك العيون الواسعة التي كانت تبتسم لوحدها .. وتحاول أن تكتسب بعض التجاعيد حولها .
لم تكن توحي في ذاك اليوم أنها لصبيَة في الرابعة عشر من عمرها .. لم تكن توحي أنها أنا لمن يعرفني ولن يعرفني من رآني بتلك الحالة ولن يكفي الوقت لي ل ..
- تصبحون على خير
وقُطع حبل أفكاري .. شكرًا !!

2

اقترب وكنت شبه مغيَبة , اقطب وجهه:
- اختي لو سمحتي بأمَر وخرَي !
- مابي
- نعم ؟؟
- شوف الطريج شكبره جدامك ما لقيت الا أنا أوخَر
- اي طريج ؟ انتي صاحيه ! ما تشوفين الزحمة ؟
- اقول بس فارج
- شلون يعني بقعد لي باجر انطرج ؟
حمل حقيبته  وكتبه من الكرسي
نظرت إليه :
- امبيه ويع غثيث !
- معقدة ..
انصرف ..
وسقطت عند باب المستوصف من جيبه وردة .
كان وجهه مألوفًا ..
دائمًا أراه ولكن لا أعرفه ..
أكرهه دون أية أسباب .. وأنتظر أي فرصة .. ليعلم بكرهي له .
ورغم ذلك  ..
كصفحات الكتاب كان ذلك الشاب .. خدشت اصبعي فكرهتها .
وكالألغاز كنت أفكر بحقيقته خلف ذلك الاسلوب المتبلَد .. المستبَد .. المتبادل بيننا ! 
وكفكرة الاحتضار .. كنت أنفر من وجهه المألوف .
لاحقته بعينيَ إلى مد النظر , وحين اختفى رجعت لأحضان الكتاب .. واصبعيَ .

3

بلطف أمسكت وردته ..
حين أسقطها قبل يومين أخذتها .. لا أعلم لمَ ..
مجنونة أنا .. وباقتناع !
وإذا أنت  لم ترني هكذا .
شكرًا لك ..عزيزي القارئ.
 ولكنها الحقيقية باعتراف مني وكل من يعرفني . 
ولا تلمني .. فإن من تسمَونهم عشاق .. هم أيضًا مجانين ! لا يوجد حب !
وإن من تسَمونهم  شعراء .. هم أيضًا مجانين ..
يكتبون أشياء لا وجود لها .. وتصدقونها .. ما يجعلكم أيضًا مجانين !
إذًا ها هو الحل .. جميعنا مجانين ولكن أنا أدركت وأنتم لم تدركوا .
-
ووردته هي البداية الحقيقية لاعترافي ..
فرغم مرور يومين لا زالت برونقها ولونها .
لا زالت نديَة على الرغم من تركي لها في الجفاف , فأردت من كل قلبي أن أصبح مثلها !
لا يهمَ في أي ظروف كنت .. أريد أن أبقى أنا .
وأصبح كل روتين يومي أن أنظر إلى تلك الوردة ..
أتفحصَها .. أدرسها , أغنيَلها وأتعلم منها !
لم تكن كعينَة من فصيلة , كانت لوحدها .. نادرة بلونها اللؤلؤي كانت تبثَ في زوايا غرفتي " الحياة " عندما عجزت عن بثَها !
كانت تغار منها الأشياء والمفارش والعطور ..
كانت كبكر الأبوين .. وأول حفيدة يحملها بين أحضانه الجد  .
ووخزاتٌ في رأسي  تشلَ تفكيري.. أهذا عذاب أم فتنة ؟
أسندت رأسي إلى الجدار ونظرت إلى تلك الوردة .

هناك تعليقان (2):